يعاني الكثير من الأهل من ملاحظة صوت طحن أو احتكاك يصدر من أسنان أطفالهم أثناء النوم، وهي ظاهرة تُعرف طبيًا باسم صرير الأسنان الليلي. وعلى الرغم من أنها قد تبدو غير مقلقة في البداية، إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى مشكلات في الفك والأسنان على المدى الطويل. لهذا السبب، يبحث العديد من الأهل عن أفضل طرق علاج صرير الأسنان عند الأطفال التي تساعد في حماية صحة الفم وتحسين جودة نوم الطفل
في هذا المقال، نوضح لك أسباب هذه الحالة، متى تصبح مقلقة، وكيف يمكن التعامل معها بفعالية من خلال خطوات بسيطة أو تدخلات طبية. هدفنا هو مساعدتك على اختيار أنسب علاج صرير الأسنان عند الأطفال وفقًا لحالة طفلك، لضمان نمو صحي وخالٍ من المضاعفات
اقرأ ايضا : طرق علاج تسوس الأسنان
ما هو صرير الأسنان عند الأطفال؟
صرير الأسنان عند الأطفال هو حالة شائعة تتمثل في الضغط أو احتكاك الأسنان ببعضها البعض بشكل لا إرادي، وغالباً ما يحدث أثناء النوم.وقد يكون مؤقتاً أو مستمراً حسب السبب الكامن خلفه
يظهر صرير الأسنان عادةً في المرحلة العمرية بين 3 إلى 10 سنوات، وقد لا يدرك الطفل أنه يقوم بذلك، إذ يلاحظه الأهل من خلال أصوات احتكاك الأسنان ليلاً أو بملاحظة تآكل بسيط في الأسنان أو ألم في الفك عند الاستيقاظ
في كثير من الحالات، يكون صرير الأسنان مؤقتاً وغير ضار، لكن إذا استمر لفترة طويلة فقد يؤدي إلى تآكل مينا الأسنان، حساسية الأسنان، أو حتى اضطرابات في مفصل الفك. ولذلك، من المهم التعرف المبكر على هذه الحالة وفهم أسبابها وطرق التعامل معها بشكل صحيح
اقرأ ايضا : 5 علامات تدل ان طفلك يحتاج تقويم أسنان
أسباب صرير الأسنان الليلي عند الأطفال
فهم السبب هو الخطوة الأولى لاختيار العلاج المناسب، وفيما يلي أبرز العوامل المحتملة
القلق أو التوتر العاطفي
يُعد الضغط النفسي من أكثر الأسباب شيوعاً، خاصة عند الأطفال في مرحلة التغيير مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة أو قدوم مولود جديد. قد يُعبر الطفل عن توتره من خلال صرير الأسنان أثناء النوم
مشاكل في نمو الأسنان أو التسنين
خلال فترة التسنين، قد يعاني الطفل من ألم أو انزعاج في اللثة، ما يدفعه إلى الضغط على الأسنان بشكل لا إرادي لتخفيف الشعور بعدم الراحة
عدم تطابق الأسنان أو مشاكل في العضة
في بعض الحالات، يكون صرير الأسنان نتيجة سوء إطباق الأسنان أو اضطرابات في نمو الفك، ما يجعل الطفل يضغط على أسنانه بشكل غير طبيعي أثناء النوم
نقص بعض الفيتامينات أو المعادن
تشير بعض الدراسات إلى احتمال ارتباط صرير الأسنان بنقص الكالسيوم أو المغنيسيوم، رغم أن هذا العامل لا يزال قيد البحث
وجود طفيليات معوية
في حالات نادرة، قد يكون صرير الأسنان ناتجاً عن عدوى طفيلية مثل الديدان المعوية، ما يستدعي فحصاً طبياً دقيقاً
أسباب وراثية
لوحظ أن صرير الأسنان قد يظهر بشكل متكرر في العائلات، مما يشير إلى احتمال وجود عامل وراثي له دور في ظهوره
أفضل انواع حشوات الأسنان للأطفال
أعراض صرير الأسنان التي يجب الانتباه لها
هناك علامات واضحة يمكن أن تشير إلى وجود هذه المشكلة
أصوات طحن أو احتكاك الأسنان أثناء النوم
يُعد هذا من أولى العلامات التي يلاحظها الأهل، وقد يكون الصوت متكرراً ومزعجاً أثناء الليل
تآكل أو تلف ظاهر في الأسنان
يؤدي الضغط المستمر على الأسنان إلى تآكل مينا الأسنان، ما يُلاحظ في صورة تسطح الحواف أو تغير لون الأسنان
آلام في الفك أو الوجه عند الاستيقاظ
يشكو بعض الأطفال من ألم في منطقة الفك أو العضلات المحيطة به بعد الاستيقاظ، خاصة إذا كان صرير الأسنان شديداً
الصداع الصباحي
قد يرتبط الصداع المتكرر في الصباح بصرير الأسنان الليلي، نتيجة الضغط المستمر على العضلات المحيطة بالرأس والفك
اضطرابات في النوم
يمكن أن يُسبب الصرير القوي اضطرابات في نوم الطفل أو استيقاظه المتكرر ليلاً دون سبب واضح
تشقق أو تلف في الأسنان اللبنية
في بعض الحالات، يُلاحظ وجود تشققات غير مبررة في الأسنان اللبنية نتيجة الضغط الزائد عليها
صعوبة في المضغ أو فتح الفم بالكامل
إذا كان صرير الأسنان مستمراً، فقد يؤدي إلى تصلب أو ألم في مفصل الفك، ما يسبب صعوبة في فتح الفم أو مضغ الطعام
تصفح المزيد عن : علاج جذور الأسنان للأطفال
هل صرير الأسنان عند الأطفال أمر طبيعي؟
نعم، في كثير من الحالات يُعد صرير الأسنان عند الأطفال سلوكاً طبيعياً ومؤقتاً، خاصة في المراحل المبكرة من النمو، مثل مرحلة التسنين أو تبديل الأسنان اللبنية. ويُلاحظ هذا السلوك غالباً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 6 سنوات، وقد يختفي من تلقاء نفسه دون أي تدخل طبي
يحدث صرير الأسنان في هذه المرحلة عادةً نتيجة
- تجربة الطفل لأحاسيس جديدة في الفم مع ظهور أو تبدل الأسنان
- تفاعل عصبي عضلي طبيعي خلال النوم
- رد فعل مؤقت لألم التسنين أو التوتر البسيط
لكن على الرغم من أن صرير الأسنان قد يكون طبيعياً في البداية، إلا أن استمراره لفترة طويلة أو ترافقه مع أعراض أخرى مثل ألم الفك، تآكل الأسنان، أو اضطراب النوم قد يشير إلى وجود مشكلة تحتاج إلى تقييم طبي
متى لا يكون صرير الأسنان طبيعياً؟
إذا استمر بعد عمر 6 أو 7 سنوات
إذا كان مصحوباً بـ تلف في الأسنان أو شكوى من الألم
إذا لاحظ الأهل تغيرات في نمط النوم أو السلوك
إذا كان الصرير يؤثر على نوعية حياة الطفل أو ثقته بنفسه
اقرأ ايضا : علاج التهاب اللثه بشكل سريع
متى يصبح صرير الأسنان مشكلة تستدعي العلاج؟
إذا استمر الطفل في طحن أسنانه بعد تجاوز مرحلة تبديل الأسنان اللبنية، فذلك قد يشير إلى وجود مشكلة هيكلية أو سلوكية تستوجب التقييم
عند حدوث تشققات، أو تآكل في طبقة المينا، فهذا يعني أن الصرير أصبح مفرطاً ويؤثر على البنية السنية
تكرر الألم في منطقة الفك أو الرقبة أو حتى الصداع الصباحي اللذي قد يكون ناتجا عن الضغط المستمر خلال اليوم
إذا أدى الصرير إلى تأثير واضح على وظيفة الفك، كعدم القدرة على المضغ الجيد أو فتح الفم بسهولة، فالعلاج ضروري
صعوبة في النوم، الاستيقاظ المتكرر، أو تغيرات في سلوك الطفل نتيجة عدم الراحة قد تكون دليلاً على أن الصرير يتداخل مع جودة حياته اليومية
إذا كان الصرير ناتجاً عن توتر أو قلق مزمن، فقد يحتاج الطفل إلى تقييم نفسي أو تدخل سلوكي إلى جانب المتابعة الطبية
طرق تشخيص صرير الأسنان عند الأطفال
جمع التاريخ الطبي والسلوكي
يبدأ الطبيب بمناقشة الأهل حول ملاحظاتهم، مثل
هل يسمعون صوت طحن الأسنان أثناء النوم؟
هل يشتكي الطفل من ألم في الفك أو الرأس؟
هل يعاني الطفل من قلق أو توتر في حياته اليومية؟
الفحص السريري للفم والفك
يقوم الطبيب بفحص
حالة الأسنان وهل يوجد تآكل أو تشققات
وجود أي علامات على احتكاك الأسنان غير الطبيعي
حالة عضلات الفك والمفصل الصدغي الفكي
علامات العض على الخدود أو اللسان
تقييم تطابق الأسنان
قد يكون هناك خلل في الإطباق بين الفكين أو سوء في نمو الأسنان، ما قد يسبب أو يفاقم صرير الأسنان
استخدام تقنيات المراقبة الليلة
في بعض الحالات الصعبة، قد يُطلب من الأهل استخدام جهاز مراقبة النوم أو تصوير فيديو أثناء النوم لتأكيد وجود الصرير وتحديد شدته، خاصة إذا كان يؤثر على نوعية نوم الطفل
التحويل إلى اختصاصات أخرى
إذا اشتبه الطبيب بوجود سبب نفسي أو عصبي للصرير، قد يُحوَّل الطفل إلى
أخصائي نفسي للأطفال في حال وجود قلق أو توتر مزمن
أخصائي أعصاب إذا وُجدت أعراض عصبية مرافقة
أفضل طرق علاج صرير الأسنان عند الأطفال
يعتمد علاج صرير الأسنان عند الأطفال على سبب الحالة وشدتها، ويهدف إلى حماية الأسنان، تقليل الأعراض، ومنع المضاعفات طويلة المدى
استخدام الجبيرة أو واقي الأسنان الليلي
وهو جهاز مصنوع خصيصًا ليوضع في الفم أثناء النوم، يساعد على
- حماية الأسنان من التآكل والتشقق
- تقليل الضغط على عضلات الفك
- تخفيف صوت الاحتكاك المزعج أثناء النوم
يُستخدم عادة في الحالات المتوسطة إلى الشديدة وتحت إشراف طبيب الأسنان
العلاج السلوكي والتقليل من التوتر
في كثير من الأحيان، يكون الصرير ناتجًا عن القلق أو الضغوط النفسية، وهنا يأتي دور
- تقنيات الاسترخاء قبل النوم مثل التنفس العميق
- الروتين الليلي الهادئ والابتعاد عن الشاشات
- دعم نفسي بسيط من الأسرة، أو في بعض الحالات استشارة أخصائي نفسي للأطفال
تصحيح مشاكل الإطباق أو الأسنان
إذا كان هناك خلل في تطابق الأسنان أو مشاكل في نمو الفكين، قد يقترح الطبيب
- علاج تقويمي بسيط لتعديل وضع الأسنان
- متابعة مراحل نمو الأسنان لضمان محاذاة صحية
علاج ألم الفك والعضلات
في حال وجود آلام أو تشنجات، يمكن استخدام
- كمادات دافئة على منطقة الفك
- تمارين خفيفة لعضلات الفك
- مسكنات خفيفة موصوفة من قبل الطبيب عند الحاجة
المتابعة الدورية مع طبيب الأسنان
الزيارات المنتظمة تتيح للطبيب
- متابعة تآكل الأسنان أو تحسن الحالة
- تعديل خطة العلاج حسب تطور نمو الطفل
- توعية الأهل بكيفية دعم الطفل في المنزل
دور واقي الأسنان في تقليل الصرير
يُعد واقي الأسنان الليلي من أكثر الوسائل الفعالة في علاج صرير الأسنان عند الأطفال، خاصةً إذا كان الصرير يحدث أثناء النوم ويسبب تآكلًا في الأسنان أو ألمًا في الفك
ما هو الواقي الليلي؟
هو جهاز بلاستيكي مرن أو صلب، يُصمم خصيصًا ليناسب فك الطفل، ويُرتدى أثناء النوم لحماية الأسنان من الاحتكاك غير الطبيعي الذي يحدث بسبب صرير الأسنان
كيف يساعد الواقي الليلي في تقليل الصرير؟
يعمل كحاجز بين الأسنان العلوية والسفلية، مما يمنع احتكاكها المباشر أثناء الصرير الليلي، وبالتالي يحافظ على طبقة المينا ويقلل من خطر التشققات أو الكسور
يساعد الواقي في تقليل الشد العضلي الناتج عن انقباضات الفك المتكررة، مما يقلل من الشعور بالألم أو التصلب عند الاستيقاظ
يساعد على تحسين جودة النوم عن طريق تقليل الصرير، فيصبح نوم الطفل أكثر هدوءًا، مما ينعكس إيجابًا على سلوكه ونشاطه خلال النهار
هل يمكن استخدام الواقي الليلي لجميع الأطفال؟
ليس بالضرورة. يجب أن يتم استخدام الواقي الليلي تحت إشراف طبيب الأسنان المختص بالأطفال، حيث يقوم بتقييم مدى الحاجة إليه، ويأخذ قياسات دقيقة لتصميم الواقي المناسب. كما يجب متابعة الحالة بشكل دوري للتأكد من فعاليته وتناسبه مع نمو الطفل
متى يجب زيارة طبيب الأسنان؟
هناك مواقف محددة تستدعي التوجه للطبيب فورًا لضمان التشخيص الصحيح والعلاج المناسب
استمرار صرير الأسنان لفترة طويلة
إذا استمر الطفل في صرير الأسنان لأكثر من بضعة أسابيع، أو استمر بعد إتمام التسنين، فقد يشير ذلك إلى مشكلة تحتاج لتقييم طبي متخصص
ظهور أعراض ألم أو انزعاج
عندما يشتكي الطفل من
ألم في الأسنان أو اللثة
ألم أو صداع في منطقة الفك أو الرأس
صعوبة في فتح أو تحريك الفك
- تآكل أو تلف الأسنان
ملاحظة وجود تآكل واضح في أسطح الأسنان، تشققات، أو تغير لونها قد يدل على أن الصرير يؤثر سلبًا على صحة الأسنان، ويحتاج لتدخل طبي عاجل
تأثر جودة النوم والسلوك اليومي
إذا كان الصرير مصحوبًا بمشاكل في النوم مثل الاستيقاظ المتكرر أو التعب الزائد خلال النهار، أو تغيرات سلوكية مثل التهيج الزائد، يجب استشارة طبيب الأسنان
مشاكل في نمو الفك أو العضّة
عند ملاحظة أي اختلاف في شكل الفك، أو انحراف في الأسنان، أو عدم تناسق العضّة، يجب استشارة الطبيب لتقييم حالة الفك والأسنان بشكل دقيق
الحاجة للوقاية والمتابعة الدورية
حتى بدون أعراض واضحة، من الأفضل أن يزور الطفل طبيب الأسنان كل 6 أشهر، خصوصًا إذا كان لديه عوامل خطر مثل تاريخ عائلي لصرير الأسنان أو مشاكل في الفك
✅ نصائح عملية للأهل للتقليل من صرير الأسنان الليلي
لكن هناك خطوات بسيطة وفعّالة يمكن اتباعها للمساعدة في تقليل هذه المشكلة وتحسين راحة الطفل وجودة نومه
خلق بيئة نوم هادئة ومريحة
- حافظ على روتين نوم ثابت يساعد الطفل على الاسترخاء قبل النوم
- تجنب الأنشطة المجهدة أو الشاشات الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل
- تأكد من أن غرفة النوم مظلمة وهادئة ودرجة حرارتها مناسبة
تقليل التوتر والقلق عند الطفل
- تحدث مع الطفل بطريقة هادئة لتخفيف أي مخاوف أو ضغوط نفسية قد يعاني منها.
- شجع الطفل على التعبير عن مشاعره ومساعدته على حل المشكلات البسيطة.
- يمكن استخدام تقنيات التنفس العميق أو تمارين الاسترخاء البسيطة قبل النوم.
مراقبة عادات الطفل اليومية
- قلل من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كافيين أو سكريات قبل النوم
- شجع الطفل على ممارسة نشاط بدني معتدل خلال اليوم، لكن ليس قبل النوم مباشرة
الاهتمام بصحة الفم
- حافظ على نظافة فم الطفل عن طريق تنظيف الأسنان بانتظام صباحًا ومساءً
- قم بزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري للكشف المبكر عن أي مشاكل في الأسنان أو الفك
استشارة الطبيب عند الحاجة
إذا لاحظت استمرار الصرير مع أعراض مزعجة مثل ألم الفك، صداع، أو تآكل في الأسنان، لا تتردد في استشارة طبيب الأسنان المختص
قد يوصي الطبيب باستخدام واقي الأسنان الليلي أو علاجات أخرى مناسبة حسب حالة الطفل
تجنب التوبيخ أو التوتر الزائد
صرير الأسنان غالبًا لا يكون تصرفًا إراديًا، لذا تجنب معاقبة الطفل أو توبيخه على الصرير
بدلاً من ذلك، قدم الدعم والصبر، فهذا يساعد على تخفيف المشكلة مع الوقت
صرير الأسنان عند الأطفال قد يكون عرضًا بسيطًا وعابرًا، لكنه في بعض الحالات يُشير إلى مشكلات تحتاج إلى متابعة دقيقة وعلاج متخصص. لذلك، فإن فهم الأسباب والأعراض وطرق التشخيص المبكر يُشكّل خطوة مهمة نحو اختيار الحل المناسب
إذا كنت تبحث عن علاج صرير الأسنان عند الأطفال، فالأمر لا يقتصر فقط على التخلص من الصوت المزعج، بل يشمل أيضًا الحفاظ على صحة الفم والفك وتحسين نوعية نوم الطفل. لا تتردد في استشارة طبيب الأسنان للحصول على خطة علاجية فعّالة تناسب حالة طفلك، فاختيار الوقت المناسب في علاج صرير الأسنان عند الأطفال قد يجنّبك الكثير من التعقيدات المستقبلية